منذ يوم تخلت روسيا و بسلبية عالية عن دور ايران وحكم بشار الاسد في سوريا لتحل تركيا الاردوغانية محل ايران ولاية الفقيه ، وروسيا مازالت تتفرج بدم بارد عما جرى على سواحل وهضاب الشام ، وهي التي كانت ومازالت تشغل اتفاقات استراتيجية وقواعد عسكرية على الارض والمياه السورية ،ذلك بالرغم من كفة صداقاتها وتحالفاتها مع ايران ، ذات الموج المرتفع والمصالح الأقليمية العالية ان صح التعبير .
فقد اخذت روسيا من فورها تتفاوض مع اميركا الترامبية حول الحرب في اوكرانيا عبر جغرافيا سياسية مكانها اليوم الضفة المقابلة من الخليج لايران ، ليظهر لاعب قوي جديد بعد تركيا ، وهي السعودية كأنموذج لنشوء وتبلور منطقة ربما هي تاسيس لولادة شرق اوسط جديد، اذ ان جميع التحركات الروسية منذ سقوط نظام الأسد ومجيء ترامب ،تؤشر ان روسيا ليس بالصديق الذي يضحي بمصالحه الاستراتيجية الكلية من اجل ايران تحديداً ، بل يرغب من خلال شراكاته (الامريكية )الجديدة سحب القاطرة الايرانية بالجري خلف تفاهماتها ،اذ تاتي التفاهمات الروسية مع الولايات المتحدة (راس الحربة الغربية الانكلو سكسونية ) في المقدمة وهو ما يضع كبرياء ايران في زاوية محصورة .
فما نراه اليوم ، ان الاستسلام الايراني للتوافقات الروسية الامريكية سيضع طهران عاجلاً أمّ آجلاً في اخر عربة قطار السياسة الدولية، وهو امر يعد اخطر واضعف ورقة من التفاهم بين ايران مع الغرب وحل المشكلات معها مباشرة ، لكون ذلك الحشر المبهم سيفقد ايران اوراقها التفاوضية من خلال الطرف الثالث وتوافقاته غير المعروفة او المبهمة مع الولايات المتحدة ، كما سيولد ذلك الانحياز المتسارع لروسيا في المرور والقفز الى العالم الامريكي اضراراً بصورة ايران في المحافل الدولية ويحد من فرص التعاون مع المؤسسات المالية الدولية المتعددة الأطراف ، فضلاً عن تأثير ذلك على العلاقات الايرانية مع قوى دولية مهمة أخرى مثل الصين أو الاتحاد الأوروبي …!!!
وهنا يؤشر المفكر السياسي العراقي الكبير ابراهيم العبادي في مقال مهم عنوانه: تغيير الشرق الاوسط بالقول:
((فالمهتمون يرون ان روسيا التي وقعت مع ايران قبل اسابيع قليلة اتفاقية تعاون ستراتيجي ، صارت مستعدة للتنصل من الثيمة الاهم في هذا الاتفاق ، ثمنا لتقاربها مع واشنطن وطمعا باستثمار انعطافة ترامب نحوها ورغبتها في وقف حرب اوكرانيا ،ايرانيون كثر يشككون بالتزام روسيا ازاء بلادهم ،وبعضهم يعتقد بأن روسيا لديها استعداد لعقد صفقة مع امريكا على حساب التحالف مع طهران ،خصوصا بعد المفاوضات الناجحة بين وزيري الخارجية الروسي والامريكي في الرياض ،هذا يشير الى ان سياسة التوجه شرقا لم تجلب لطهران نقاط قوة جديدة ،ولم تُحسن اوراقها التفاوضية ،وقد سبق لها توقيع اتفاقية ستراتيجية مع الصين ولم تكسب منها كثيرا على الصعيد الاستثماري والاقتصادي .
عندما تتضائل الخيارات وتضعف ادوات القوة ،فان ذلك سيغري الاخرين (امريكا -اسرائيل -اوربا )لممارسة المزيد من الضغوط على طهران ، وسيحفز ذلك الرأي العام الايراني ، ليضغط بأتجاه ستراتيجية دفاعية وامنية ومواقف جديدة ، تضحي بالاوراق الخارجية التي اعتمدت عليها ايران سابقا ،لصالح سياسة امن وطني جديد ،تقوم على تقديم تنازلات عبر مفاوضات مباشرة ،لكن الايرانيين يدركون ان التفاوض المكشوف تحت سقف ضغوط ترامب القصوى لن يفيدهم في الخروج بصفقة متوازنة ، تعود عليهم بمكاسب مقابل مايتنازلون عنه ،المأزق كبير بطبيعة الحال ،والصمود الاضطراري سيكون مؤلما …..!!!))
ومن هنا نعتقد ، ان ما ستؤول اليه ايران هو الذهاب المباشر مع الغرب دون المرور بالاوراق الروسية الغامضة والصعبة.
بل نرى من الضروري ان تتعامل ايران ببراغماتية في علاقاتها مع روسيا، و من المهم ان توازن طهران الاستفادة من علاقاتها بموسكو دون الوقوع في عزلة أو مواجهة مع القوى الغربية الكبرى . فالحفاظ على نهج مستقل ومتعدد الأطراف هو الخيار الأفضل في ظل عالم مبهم متغير ويتشكل من جديد بتعددية الأقطاب في حروب ناعمة متسارعة.
د.مظهر محمد صالح لم يرحمنِ عقلي ويستسلم للنوم وأنا...
د. مظهر محمد صالح ان ادراك المجال الحيوي الدولي الجديد...
نتناول اليوم دوراً مهماً لمنظمات المجتمع المدني في...
يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً محورياً يشهد تغييرات جذرية...
تماشياً مع إطار التطورات العالمية السريعة في الأنظمة...
اطلق المجلسى الاعلى للشباب مبادرة المساحة الاقتصادية...