المساحة الاقتصادية الامنة !؟

ياسر المتولي

مقالات اخرى للكاتب

الثلاثاء 4 اذار 2025 قبل أسبوعين

اطلق المجلسى الاعلى للشباب مبادرة المساحة الاقتصادية الامنة للشباب والمقترح مقرون بموافقة دولة رئيس مجلس الوزراء بوصفة رئيس المجلس المذكور .
هذه المفردة لم نجدها في قاموس المصطلحات الاقتصادية معنى ذلك انها مصطلحاً حديثاً يراد به اضافة نوعية لابراز
اهمية الشباب في التنمية الاقتصادية وفرصة لتحفيز قدراتهم وتطلعاتهم بهذا الخصوص ان حاضنات الاعمال مؤسسات تبناها القطاع الخاص في التجارب العالمية وتهدف الى اكتشاف وتطوير المهارات الشبابية الت تحتاجها الشركات العالمية لضخ دماء جديدة الى عناصرها لتتكيف مع المتغيرات والتطورات المتسارعة حول العالم .
وتاتي مبادرة دولة رئيس الوزراء هذه لدعم هذه التوجه ورسم خارطة طريق نحو اعتماد حاضنات الاعمال للاغراض والاهداف المنوه عنها اعلاه .
مما لاشك فيه ان الدول التي حققت نجاحات كبيرة من مخرجات حاضنات الاعمال دفعتها للاهتمام بهذه الجوانب ضمن خططها السنوية .
وعلى ما يبدو ان الحكومة ادركت اهمية هذا الجانب وتسعى لترسيخ قواعده واسسه لاعداد شباب مقتدر على ادارة دفة النشاطات الاقتصادية في البلد مستقبلاً .
لقد اكدت في عديد مقالاتي الاقتصادية على ضرورة تشجيع الشباب الى ريادة الاعمال وعدم الاعتماد على الدولة في خلق واقتناص فرص عمل تليق بالشباب وبقدراتهم .
لذلك قد تكون مبادرة تخصيص مساحات اقتصادية امنة للشباب وسيلة مضافة لتشجيعهم واقصد الشباب على ولوج
ريادة الاعمال ومغادرة ثقافة التعويل على وظائف الدولة والتي باتت غير قادرة على استيعاب العاطلين .
كما ان تطور مفهوم الوظائف الجديدة (وظائف المستقبل ) نتيجة المتغيرات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي وتحديات
التطور التكنولوجي الجدية في الثورة التكنولوجية الرابعة والتي تعتمد على الربورتات قد فرضت واقعاً جديداً
وتوجهات تختلف تماماً عن ما مضى من وظائف تقليدية لم تبقى قيمة لها .
ادراك المجلس الاعلى للشباب لهذه الحقائق دفع بهم للتفكير ملياً لمواجهة تحديات المستقبل وعليه فالمطلوب من حاضنة الاعمال التركيز على برامج وظائف المستقبل ومتطلباتها ومن ثم اعداد الجيل القادر على ادارة الوظائف الجديدة
مع العرض ان قدرات شباب العراق معروفة للعالم مدى قدرتها للتكيف مع التطورات و هظمها بسرعة .
وهنا لابد من ان تتحول المبادرة الحكومية هذه في تحديد مساحات اقتصادية الى القطاع الخاص لانه هو المعني بعدان وضعت اسس البناء الصحيح لها .

وهنا لايفوتني ان اشير الى تجارب ناجحة قد بادر القطاع الخاص بها في مجال احتضان رواد الاعمال وتشجيعهم على ريادة الاعمال مثل تجربة مؤسسة المحطة باعتبارها اولى المبادرات التي قدمها القطاع الخاص واسهمت في اعداد ملاكات فنية مؤهلة لخوض تجارب الاعمال الخاصة ونجحت بذلك .
وقد كانت توجهات السوداني قد توجت هذه الجهود وهيأت ارضية صالحة لها باطلاق مبادرة ريادة لدعم الشباب
وكانت اساس لانبثاق تجربة المساحات الاقتصادية الامنة بعد تحقيقها نجاحات كبيرة في مجال الابتكارات الشبابية التي اخذت طريقها في سوق العمل العراقية اضف الى ذلك مبادرة البنك المركزي بانشاء بنك ريادة اضافة نوعية لتعزيز توجهات الحكومة نحو خدمة الشباب الصاعد وامل البلاد في بناءه.
المطلوب الان من المجلس الاعلى للشباب تركيز الاعلام الاقتصادي الهادف لتشجيع الشباب على هذا التوجه الصحيح
ولسد الطريق عن العصي التي تحاول تعطيل عجلة التطوربحجج واهية .

جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة قيراط للتطوير الاقتصادي 2025