د. مظهر محمد صالح
ان ادراك المجال الحيوي الدولي الجديد لسياسة القضم والتفكيك في النظرية الجيو بولتكية لاميركا في عهد الرئيس ترامب(الترامبية الجديدة) تقوم على شرعية ابتلاع اجزاء من اوكرانيا الاوربية ًرسمياً لمصلحة روسيا و الاستمرار في محور تطور تفكيك سوريا كانتونيا عبر اشاعة الشرق الاوسط الجديد.
اذ تجد روسيا في نطاق القضم الروسي ،المشرعن أمريكياً ، نفسها في الحرب في الجبهة الأوراسية هي القاضم للارض والمنتصرة على اوروبا باكملها .وياتي ذلك بالتزامن والتوازي في قضم
الولايات المتحدة ومحاولتها تهديد كندا وايسلندا وبنما وخليج المكسيك لتوسيع نفوذها الجيو سياسي والاقتصادي، بعد السماح الامريكي لروسيا ان تؤدي الدور نفسه في حربها في قلب اوروسيا عبر تفاهمات الرياض في العاصمة السعودية موخراً .
ونجد بالمقابل ان الشرق الاوسط مهدد بالتقسيم في محور سوريا اليوم كمرتكز جيو سياسي هيلامي وتحت نفوذ واحتلالات اربعة بلدان اثنتان منها اطلسية ( هما اميركا وتركيا) عدا روسيا واسرائيل حلفاء اميركا كلاً على طريقته الخاصة في الضم والتفكيك .
اضافة الى ذلك ، فقد اظهر التاريخ السياسي الحديث ، ان حلفاء الاخرين لاميركا لديهم طرق مختلفة في تحالفهم معها، بناءً على مصالحهم الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية. فبعض الدول مثل بريطانيا واليابان تعتمد على تحالفات عسكرية وأمنية قوية، بينما دول أخرى مثل ألمانيا وفرنسا قد تختلف أحيانًا مع السياسات الأمريكية لكنها تظل شريكة رئيسة اقتصاديًا وسياسيًا. وهناك دول تربطها بأمريكا تحالفات براغماتية تقوم على المصالح المتبادلة، مثل بعض دول الشرق الأوسط التي تعتمد على الدعم العسكري أو السياسي. ولكن في النهاية، كل حليف يتعامل مع أمريكا وفقًا لأجندته الخاصة ولكن العبرة ما سيؤول اليه العالم بعد الحرب الاوكرانية والتغيير في سوريا .
هنا طالعنا المفكر الكبير ابراهيم العبادي في مقال مهم له عنوانه : تغيير الشرق الأوسط الحلقة 2 بالقول ((من المتوقع أن تضع حرب أوكرانيا أوزارها عبر تسوية يتقاسم فيها الروس والأمريكان النفوذ، مقابل منح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن النادرة في أوكرانيا، التي تشكل عنصرًا أساسيًا في ستراتيجية الحفاظ على التفوق التكنولوجي الأمريكي.
و يظهر أن بوتين قد فهم طريقة تفكير ترامب، وبدأ بتقاسم النفوذ معه، مستهلًا ذلك بملف أوكرانيا الذي يشكل أولوية أمنية لموسكو، قبل أن ينتقل إلى مقايضة الأوراق الروسية في الشرق الأوسط. ومن بين أهم مخرجات هذا التفاهم، تخلي واشنطن عن وسطاءها التقليديين في الملف الإيراني لصالح روسيا، التي أصبحت الوسيط الجديد بين الولايات المتحدة وايران …… ويختتم العبادي القول ان المراجعة والتكيف مع المتغيرات بوعي ومسؤولية يبقى الخيار الأفضل، بدلًا من التمترس في الخنادق دون أفق واضح )).
لذا تقوم الترامبية الجديدة على اقرار مبدا (الثنائية القطبية الامريكية الروسية والقائمة على مبدأ تسويغ القضم او الضم )وعلى نحو تصالحي مع روسيا القطب الثنائي المتجدد تحديداً .
وفي مقدمة ذلك السماح لروسيا النووية بقضم اوكرانيا كمسوغ لاميركا لقضم مناطق نفوذها الجيوسياسية الجديدة التي اعلنت عنها في خرائط القارة الامريكية الشمالية واوروبا وأجزاء من القارة الامريكية الوسطى ، ذلك في (اخراس ) اوروبا بقوة التحالفات الروسية الامريكية في اوكرانيا (المقسمة ) لاظهار هيمنة القطب الثاني و الصديق الروسي المتصالح في الوقت نفسه مع المنهج الترامبي الجديد وجعل الصين وحروبها الناعمة واوروبا خارج الأقطاب المتشكلة في هذه الثنائية . في حين يبقى الشرق الأوسط يسير في الانموذج السوري التفكيكي في رعاية امريكية روسية متحالفة ، وتبقى تركيا واسرائيل على الارض السورية هما خطان يوازيان النموذج الامريكي الروسي في بناء فكرة الشرق اوسطية نفسها لتكون نتاج التفكيك والقضم لعالم مابعد حرب اوروسيا .
ختاماً ،سيتعزز القطب الثاني بأرادة توافقية امريكية على سياسة تسويغ القضم ويستمر الشرق الاوسط في التقوقع في كانتونياته العرقية او الدينية في ظلال الارادة القطبية الروسية الامريكية نفسها في القضم و التفكيك !!! . اذ سيكون الشرق الأوسط الجديد ضحية نشوء القطبية الثنائية التوافقية والتصالحية الخالية حتى من مرحلة العزلة والتي كانت تسمى الحرب الباردة بين القطبين ( الامريكي – السوفياتي السابق ) و من خلال المختبر الجيوسياسي الشرق اوسطي السوري المحاط بالقطبية الثنائية المتصالحة و المؤسسة لبدايات عالم مابعد الامبريالية.
د.مظهر محمد صالح لم يرحمنِ عقلي ويستسلم للنوم وأنا...
نتناول اليوم دوراً مهماً لمنظمات المجتمع المدني في...
يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً محورياً يشهد تغييرات جذرية...
تماشياً مع إطار التطورات العالمية السريعة في الأنظمة...
منذ يوم تخلت روسيا و بسلبية عالية عن دور ايران وحكم...
اطلق المجلسى الاعلى للشباب مبادرة المساحة الاقتصادية...