أحمد مصطفى صحافي متخصص في الشؤون الدولية
افتتح ميناء شهيد رجائي عام 1985 خلال الحرب الإيرانية – العراقية وشهد توسعات متتالية لتصل مساحته حالياً إلى 4 آلاف و800 هكتار.
ما زالت السلطات الإيرانية تحاول السيطرة على الحريق الناجم عن انفجار هائل في ميناء شهيد رجائي قرب بندر عباس، على مدخل الخليج عند مضيق هرمز.
وعلقت إيران عمليات التصدير والاستيراد كافة عبر الميناء الأهم بالنسبة إلى التجارة الإيرانية مع الخارج، مما يعني توقع تبعات اقتصادية سلبية كبيرة على الاقتصاد الإيراني المتدهور نتيجة أعوام طويلة من العقوبات، وسياسات داخلية ينتقدها غالب الإيرانيين.
مع سقوط ضحايا ومئات الإصابات نتيجة الانفجار توقف العمل في الميناء والمناطق المجاورة له، ولم تعلن السلطات الإيرانية بعد أسباب الحادثة، وإن كانت الترجيحات أنها نتيجة “سوء تعامل مع مواد كيماوية حساسة”، إذ ذكرت تقارير أن الانفجار بدأ من حاوية بها وقود صلب للصواريخ الباليستية واردة من الصين.
بغض النظر عن نتيجة التحقيقات في الحادثة ومأساة الخسائر البشرية، فإن الأضرار الاقتصادية الناجمة عنها وإن كان يصعب حصرها الآن، إنما يُتوقع أن تكون كبيرة جداً كما ذكرت تقارير مختلفة في أكثر من وسيلة إعلام غربية.
ومع أن السلطات الإيرانية أعلنت أن منشآت النفط داخل بندر عباس لم تتضرر من الانفجار والحريق الهائل، إلا أن صحيفة “فايننشال تايمز” أشارت إلى أن بندر عباس تضم أكبر مصافي التكرير في إيران، التي تقول الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط إنها ما زالت تعمل على رغم الحريق.
موقع الميناء وأهميته
يتناول ميناء شهيد رجائي نحو 85 في المئة من تجارة إيران مع العالم. وبحسب موقع “ميدل إيست فورام” (منتدى الشرق الأوسط)، فإن الميناء هو المنفذ الأساس الذي يستخدمه “الحرس الثوري الإيراني” لشحن الأسلحة والمعدات للجماعات الموالية لإيران داخل المنطقة من “حزب الله” اللبناني إلى الحوثيين في اليمن، كما أن الميناء يقع قرب القواعد البحرية لـ “الحرس الثوري”. ويشير تقرير المنتدى إلى أن الانفجار ربما دمر بالفعل بعض الإمدادات العسكرية، مما يعني الإضرار بالقدرات العسكرية للبلاد.
يذكر أنه خلال عام 2020 تعرض ميناء شهيد رجائي لهجوم إلكتروني كبير، ألقيت اللائمة فيه على إسرائيل، أدى إلى تعطيل أنظمة الكمبيوتر في الميناء واضطراب عملياته.
يقع الميناء على الجانب الشمالي من مضيق هرمز الذي تمر منه 20 في المئة من شحنات النفط العالمية، ومكان الميناء قريب من مضيق خوران الذي يفصل جزيرة قشم عن البلاد، ويتوسط الميناء المسافة بين ميناء شهيد باهونار شرقاً ومجمع بناء السفن والصناعات الإيرانية غرباً.
إلى جانب أهمية الميناء كمنفذ أساس لتصدير واستيراد السلع والبضائع من وإلى إيران، فهو يقع على ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (آي أن أس تي سي) الذي يربط المحيط الهندي والخليج ببحر قزوين وروسيا وشمال أوروبا.
افتتح ميناء شهيد رجائي عام 1985 خلال الحرب الإيرانية-العراقية، وشهد توسعات متتالية لتصل مساحته حالياً إلى 4800 هكتار (الهكتار يساوي 10000 متر مربع)، وما زالت نصف تلك المساحة قيد التطوير الآن، وذلك بهدف إضافة منشآت تناول وتخزين وإنشاء مدينة لوجيستيات بحرية كبيرة لتنشيط إعادة التصدير.
طاقة التناول
يضم الميناء حالياً 40 رصيفاً بحرياً، منها 10 أرصفة حاويات بعمق ما بين 13 إلى 17 متراً يمكنها استيعاب سفن كبيرة بحمولة 18 ألفاً و400 حاوية بوزن كامل يصل 185 ألف طن، الوزن الكامل (DWT) هو وزن شحنة السفينة وما عليها من ماء ووقود وغيره، كما يوجد بالميناء 23 ونش تحميل و19 هكتاراً من المخازن المسقوفة، و67 هكتاراً مساحة لخزن الحاويات.
أكدت وزارة التجارة الصينية يوم الثلاثاء أن شركات...
رفعت غولدمان ساكس ويو بي إس توقعاتهما لأسعار الذهب،...
أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الاثنين...
ال القائم بأعمال الرئيس الكوري الجنوبي، هان دوك-سو،...
وصل حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال...
يعتزم العراق مضاعفة استيراد الطاقة الكهربائية من...