ملتقى العراق للاستثمار

الإثنين 2 حزيران 2025 قبل أسبوعين

ياسر المتولي

ملتقى العراق للاستثمار حدث كبير تحتضنه بغداد منتصف حزيران الجاري وبرعاية رئيس مجلس الوزراء ويأتي هذا الحدث المهم  ليضاف إلى سلسة نشاطات أخرى اكتسبت ذات الأهمية والمتمثلة بالقمة العربية ومؤتمر الإعلام العربي اللذين أعادا للعراق دوره الريادي في احتضان الأحداث المهمة الاقتصادية والإقليمية المهمة التي تُرسي الاستقرار والازدهار والتنمية في العراق والمنطقة .

إن ملتقى العراق للاستثمار ينظمه المجلس الاقتصادي العراقي بالتعاون  مع الهيئة الوطنية للاستثمار وبدعم وإشراف من مكتب دولة رئيس الوزراء يعكس حجم الفرص الكبيرة التي يوفرها العراق (أرض الفرص)  لتحويل تلك الفرص إلى إنجازات على أرض الواقع .

ومن المفيد الإشارة إلى أن هناك 140 فرصة استثمارية يوفرها هذا الملتقى الذي ستشارك فيه كبريات الشركات الاستثمارية العالمية ذات التجارب الفريدة حول العالم ..

من المؤمل أن يكون هذا الملتقى فرصة ومناسبة تاريخية للشركات الاستثمارية في عودة نشاطها وثقتها ببيئة استثمارية جديدة ومكفولة من قبل الدولة بما يحقق نجاحات المشاريع التي ستنفذ .

صحيح أن ما عُرض من تسهيلات واستعدادات كبيرة لإنجاح هذا الملتقى إلا أن الأهم من كل ذلك النتائج التي ستتحقق على أرض الواقع لكي نقول إن الفرص حقاً قد تحولت إلى إنجازات  .

ثم أن القرار الاستثماري السليم يجب أن يُبنى على دراسة واقع الأحداث والمتغيرات العالمية وما يواجهه العالم من تحديات كبيرة على مختلف الصعد، ذلك لأن الإلمام بما يحدث وفق التنبؤات والتوقعات الصحيحة يتيح لنا مكسب النجاح في كل الاستثمارات التي ستنفذ .

ولعل من الواجب التذكير بأن الفرص الاستثمارية يتعين أن تتضمن مشاريع البنى التحتية ذات الأهمية في هيكلية مشاريع جديدة مخطط لها كي لا يكون  التركيز على الاستثمارات الترفيهية  فحسب رغم أهميتها .

إن حاجة العراق لاستثمارات ذات المردودات السريعة التي تُسهم في تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل لكي تحقق لبلادنا مغادرة أحادية المورد والاقتصاد الريعي .

كما أن مبادئ الشفافية تتطلب إعلان المشاريع ونوعها وأهميتها للاقتصاد العراقي لا أن نكتفي بإعلان رقم للفرص إنما الحاجة تقتضي إعلان طبيعة هذه المشاريع وأهميتها وجدواها الاقتصادية .

هذه الرؤية مبنية على متابعة حثيثة لكل ما يتم إنجازه من مشروعات.

ويتعين علينا أن نفكر كما تفكر دول الجوار في الاستثمارات الحديثة التي تواكب التطور العالمي الملموس والتي تقوي اقتصادتها .

ملاحظتنا هذه تاتي دعماً وتعزيزاً لتوجهات الحكومة السليمة بهذا الخصوص، وتذكيراً بأهمية الاستفادة من تجارب الآخرين لا استنساخها .

أملنا كبير بأن يتحقق النجاح لهذا الملتقى لكي يعود العراق قبلة للمستثمرين وموطناً للتطور والوئام .وحدث اقتصادي هام يضاف إلى سلسلة الأحداث المهمة الأخرى التي ازدحمت بها بغداد عاصمة السلام كقمتي العربية والإعلام العربي، ونتطلع في الوقت نفسه لكي نقرأ إمكانية النجاح لجذب الاستثمارات لقرار الحكومة الجريء بضمانة المشاريع الذي يعطي زخماً في تشجيع الاستثمارات في مناخ أعمال واعد ومستقر.

جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة قيراط للتطوير الاقتصادي 2025